لماذا يُصاب بعض الأشخاص بكدمات أكثر بعد حقن الفيلر؟ التفسير الطبي

تُعدّ الكدمات بعد حقن الفيلر من أكثر الأمور التي تقلق المرضى ويمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر فهناك من يخرج من الجلسة بدون أي أثر تقريبًا بينما يعاني آخرون من بقع زرقاء أو بنفسجية تستغرق عدة أيام لتتلاشى. ورغم أن الكدمات أمر طبيعي فإن فهم أسبابها ولماذا تؤثر على بعض الأفراد أكثر من غيرهم يساعد على وضع توقعات صحيحة ويجعل التجربة أكثر طمأنينة ووضوحًا.

السبب الأول والأهم للكدمات هو تركيبة الأوعية الدموية لديك. بعض الأشخاص لديهم أوعية دموية أكثر هشاشة أو أقرب إلى سطح الجلد خصوصًا في مناطق مثل الشفاه وتحت العينين. عندما تكون الأوعية سطحية أو حساسة للضغط تكون أكثر عرضة للتمزق أثناء الحقن. وحتى مع أدق الأساليب يمكن أن تتمزق الشعيرات الصغيرة مسببة كدمات. الجينات تلعب دورًا رئيسيًا هنا  فبعض الأشخاص ببساطة يكثر لديهم حدوث الكدمات حتى من صدمات بسيطة في الحياة اليومية.

عامل آخر مهم هو منطقة العلاج. فالشفاه على سبيل المثال منطقة غنية جدًا بالأوعية الدموية وتتحرك باستمرار لذلك تُعد من أكثر المناطق عرضة للكدمات. منطقة تحت العين أيضًا تُصاب بالكدمات بسهولة لأن الجلد فيها رقيق جدًا والأوعية تقع تحتها مباشرة على العكس مناطق مثل الوجنتين أو الفك غالبًا ما تُظهر كدمات أقل بسبب سماكة الأنسجة ودعمها الأفضل.

تقنية الحقن نفسها تؤثر كذلك فالإبر توفر دقة عالية خاصة في التفاصيل الدقيقة لكنها تخترق الأوعية بسهولة أكبر مما يزيد احتمال الكدمات. أما الكانيولا فتنزلق بين الأنسجة وتسبب كدمات أقل عادة  لكنها لا تناسب كل مناطق الوجه. الطبيب المتمرس يختار الأداة المناسبة بناءً على التشريح واحتياجات المريض ومع ذلك، حتى بأفضل التقنيات يمكن أن تحدث الكدمات لأن لا أحد يستطيع رؤية كل الشعيرات الدقيقة تحت الجلد.

كيمياء الدم لديك قد تلعب دورًا أيضًا. المرضى الذين يتناولون مميعات الدم  سواء بوصفة طبية أو كمكملات  مثل:
• أوميغا 3
• فيتامين E
• بعض المسكنات مثل الإيبوبروفين
هم أكثر عرضة للكدمات لأنها تقلل قدرة الدم على التجلط مما يسمح للكدمات بالانتشار ويجعل لونها داكنًا. الكحول، الكافيين، وبعض الأعشاب قد تسبب التأثير نفسه. لذلك تُنصح الإرشادات عادة بإيقاف بعض المكملات وتجنب الكحول قبل الإجراء بـ 24 ساعة.

حساسية الجلد ومستوى الالتهاب يؤثران أيضًا الأشخاص الذين لديهم بشرة حساسة أو روزاشيا أو حساسية أو التهاب مزمن يميلون للكدمات أكثر لأن أوعيتهم تتفاعل بقوة مع الضغط. حتى الحقن اللطيف قد يُحدث رد فعل بسيطًا مؤقتًا بالإضافة إلى ذلك التوتر، قلة النوم، والجفاف ترفع الالتهاب في الجسم وتزيد احتمال الكدمات.

هناك سبب آخر للكدمات الزائدة وهو اختلاف سرعة التجلط بين الناس بعض الأشخاص يتجلط دمهم ببطء أكثر بسبب الجينات و نقص بعض العناصر الغذائية أو حالات طبية. حتى لو كانت هذه الاختلافات طفيفة فإنها تؤثر على مدى وسرعة ظهور الكدمات.

نوع الفيلر نفسه قد يؤثر فالفيلر الناعم المخصص للمناطق الدقيقة يحتاج إلى إبر رفيعة وتمريرات متعددة مما يزيد احتمال لمس وعاء دموي بينما الفيلر السميك المستخدم في المناطق العميقة غالبًا يسبب كدمات أقل لأنه يُحقن بعيدًا عن الأوعية السطحية. كلما زادت التمريرات خلال الأنسجة ارتفع احتمال الاصطدام بوعاء دموي حتى مع حقن شديد الدقة.

أخيرًا النشاط بعد العلاج قد يفاقم الكدمات التمارين المكثفة، الحرارة، الكحول، وبعض منتجات العناية بالبشرة تزيد تدفق الدم وتظهر الكدمات بشكل أوضح. حتى الانحناء للأمام أو النوم على الوجه مباشرة بعد الجلسة يمكن أن يزيد تجمع الدم. لهذا تُعد العناية ما بعد الإجراء عنصرًا أساسيًا لتقليل الكدمات.

باختصار، تعتمد الكدمات بعد الفيلر على مزيج من:
• التشريح
• الجينات
• نمط الحياة
• الأدوية
• منطقة العلاج
• تقنية الحقن

الكدمات ليست علامة على خطأ في الحقن  بل غالبًا مجرد استجابة طبيعية للجسم. وهي مؤقتة غير ضارة وتتلاشى عادة خلال أيام. ومع التحضير الجيد، التقنية الدقيقة، والعناية المناسبة، يمكن تقليلها ولكن لا يمكن منعها تمامًا لدى الجميع.

فهم هذه العوامل يساعد المرضى على الشعور براحة واستعداد أكبر قبل جلسة الفيلر وعندما تكون التوقعات واقعية تصبح التجربة أكثر سلاسة وراحة  مع نتائج جميلة تدوم طويلاً بعد اختفاء أي كدمات مؤقتة